الصحافة السودانية بين الدهاليز

TT

في ضوء ما ورد في «الشرق الأوسط» حول الصحافة السودانية وما تعانيه من قيود، اوجد قرار رئيس الجمهورية حول الرقابة على الصحف بصيص أمل، لكنه قد لا يفتح الطريق للتخلص من تلك القيود تماما الا اذا توقفنا عند الممارسة المسؤولة والدور المهني الشجاع الذي لقيته الصحافة السودانية في الآونة الاخيرة وتفردت به كاحدى طلائع المجتمع المدني بعملية التوعية والتعبئة الجماهيرية المفتوحة لجميع قطاعات المجتمع لتكشف عن جوانب القصور والمؤامرات التي يجب تفاديها، والتي كانت تستهدف الوطن وثوابته المعروفة، بل ارضه وعرضه.

ولعل من المحزن ان نقول ان مسيرة الصحافة السودانية كانت مسيرة شجاعة واجهت الكثير من العقد والمشاكل خلال صراعات وعهود وانظمة، وهي الآن تتجه نحو الافضل، بسبب تعدد التنظيمات السياسية التي افرزت عددا غير قليل من الصحف والمجلات المحلية، مما اتاح الفرصة للرأي والرأي الآخر، بل ساهم في تدريب وتطوير الكوادر الاعلامية الطلابية الحديثة التخرج، مما اكسبهم خبرة اعلامية، وكذلك اتاحت الفرصة للأقلام التي ظلت صامتة لفترة ليست بالقصيرة. ولعل هذه الطفرة في الصحافة السودانية والقرارات الاخيرة قد ادت جميعها الى ترسيخ دور السلطة الرابعة في التصدي للفساد الذي لم يقتصر على جهة بعينها، بل طال عناصر مختلفة حيوا في غفلة من الزمن على مسيرة العمل العام. واعتقد ان قرار رفع الرقابة الصحافية عن كاهل الصحافة السودانية كان قرارا شجاعا بكل المقاييس ويضع الأسرة الصحافية العاملة في هذا المجال امام تحد كبير بحيث تأتي الممارسة المهنية لتؤكد ان الصحافة السودانية امام خيار حقيقي واحد لا مفر منه، وهو ان تكون هذه الحرية ذات فائدة وجدوى فعلية واقعية او لا تكون.