كليات الشريعة والتحريض على الإرهاب

TT

رداً على ما ورد في مقال الاستاذ أحمد الربعي (30/09)، والذي اكن له الاحترام والتقدير لما تتميز به كتابته من طرح جيد يجعل القارئ حريصاً على قراءتها، اود ابداء ملاحظتين:

أولاً: انه حصر التحريض على الإرهاب «مستشهداً بما قالته والدة المتهم: زكريا موساوي بأنه عملية غسيل دماغ من قبل بعض الأئمة والدعاة المزيفين.. الخ». ومع انني اشك في ان احدا يستطيع ان يدعو مستمعيه أو يعلم طلابه قتل الأبرياء، فلو استطاع ذلك لما تقبل منه. وحتى على افتراض صحة شيء من ذلك، فإن ما يحرض على الارهاب، باعتقادي، هو ما يراه العالم كله من قتل وتنكيل وهدم بيوت ومضايقة للمسلمين في فلسطين من قبل الصهاينة اليهود، والدعم الذي ليس له حدود من قبل اعظم دولة في العالم، والسكوت على ذلك من باقي دول العالم ومنظماته، واليأس من أي رد فعل إسلامي يتناسب مع هذا الظلم والقهر، كما ان هناك قضايا اسلامية اخرى عديدة لا تخفى على أحد يهضم حق المسلمين فيها.

واذا كان جميع المسلمين يتألمون لما يصيب اخوانهم، فلا غرابة أن يوجد منهم من يبلغ به الألم واليأس مبلغا يلغي صوابه ويتصرف تصرفات ارهابية. مع ان جميع ما حصل من ذلك لا يساوي فعل الصهاينة واعوانهم بالمسلمين في غارة واحدة بـ «الأباتشي»، أو «اف 16»، أو «ب 52» وغير ذلك كثير.

ثانياً: انه في معرض ذكره للجهات التي تحرض الشباب على الإرهاب ذكر كليات الشريعة في الوطن العربي من البحر الى البحر، وكرر ذكرها ـ اي كليات الشريعة ـ ثلاث مرات. وهذا باعتقادي تجن على مؤسسات تهتم بأصلي الشريعة الإسلامية، الكتاب والسنة، وعلومهما وتعلمهما على الوجه الصحيح.

وكما هو معلوم فإن كل من استنكر الإرهاب من علماء المسلمين هم من خريجي هذه الكليات ومن أساتذتها، واذا كان الربعي يعرف فردا او اكثر من منسوبي هذه الكليات مارس شيئا من الارهاب، فلا ينبغي ان يكون سبب ذلك دراسته في هذه الكليات، وانما للأسباب التي ذكرناها في الملاحظة الأولى، ثم ان عدد خريجي كليات الشريعة في هذا الجيل يصل الى مئات الآلاف، ومن يشذ منهم لا حكم له ولا يبرر استعداء المسلمين وغيرهم لها.

وهل هناك مؤسسات بديلة لحفظ الشريعة الاسلامية بعد حفظ الله غير هذه الكليات؟ أم انه لا حاجة الى ذلك؟!