تغير المشاعر

TT

* عطفا على مقال طارق الشناوي «ماذا لو اكتملت قصص الحب؟»، المنشور بتاريخ 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول بمناسبة الحديث عن قصص الحب التي لم تنته بالزواج ومع ذلك يبدع المحب في إبراز مشاعره نحو محبوبته دون أن يصارحها بذلك الحب فهو حب من طرف واحد، وللإجابة عن سؤال الكاتب أقول، إن المحب هو عاشق ولهان يتمنى أن ينال رضا محبوبته فيتغزل فيها بالقصائد والأشعار دون أن يصارحها بحبه ويعيش على أمل أن تفهمه فتبادله حبا بحب وكلما تجاهلته أو أبدت عدم فهمها له زادها شعرا ونثرا حتى يبلغ مراده منها وينال رضاها عنه وتكتمل قصة الحب هذه بالزواج، وإلى أن يصل إلى الزواج يكون قد أفرغ مشاعره وأحاسيسه المكنونة في نفسه، وكلما طالت فترة الحب ازداد الشوق والعشق والتهبت المشاعر وكثرت القصائد والأشعار بما يثري المكتبة الأدبية، ولا شك أن هذا في رأيي أفضل بكثير مما لو اكتمل الحب بالزواج لأن الوصول إلى الزواج معناه الوصول إلى نهاية قصة الحب وإسدال الستار على هذه الفترة الجميلة عند البعض وبداية فترة فتور وبرود المشاعر والأحاسيس وزوال الشوق والعشق بعد أن نال المحب مراده وتبدأ علاقة جديدة بعد أن ملك المحب ما كان يسعى إليه فأصبح أمرا عاديا روتينيا لا شغف فيه ولا شوق وتبدأ المشكلات والهموم وتحل قيود الزواج محل حرية وانطلاق المحب وتلهيه ظروف الحياة ومتطلبات الأبناء عن الكلام في الحب.

فؤاد نصر - فرنسا [email protected]