نهاية الإخوان

TT

* بعد قراءتي مقال حمد الماجد «(الإخوان) ومبررات الاستبداد»، المنشور بتاريخ 13 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود أن أقول: كثرة حديث الكاتب عن الإخوان رغم أنني ذكرت آنفا أن الإخوان انتهوا بالنسبة لمصر وللشعب المصري، توحي لي بأنك لا تريد أن تعترف بأنهم قد انتهوا بالفعل من حياتنا، ولكن تحقق لهم هذا الذي كان من المستحيل أن يحدث، فقد أتيحت لهم الفرصة لكي يحكموا مصر بصرف النظر عن التفاصيل التي أوصلتهم إلى ذلك الوضع الذي لم يكونوا يحلمون به في يوم من الأيام، ولكن الواقع يقول إنهم وصلوا، وكان المفروض أن يحافظوا على هذه النعمة التي تعد مكسبا لهم، ويصونوها؛ فقد وصلوا إلى كرسي الحكم، أعلى كرسي في الدولة، كما حصدوا أغلبية مقاعد البرلمان، وأصبحت البلاد في أيديهم بكل سلطاتها، والأكثر من هذا هو تأييد الشعب لهم ومنحهم ثقته كاملة؛ اعتقادا منه أن إخوان اليوم غير إخوان الأمس، وأن الدنيا تغيرت، ولا بد أن يكونوا هم أيضا قد تغيروا، إلا أن هول الصدمة والمفاجأة غير المتوقعة بالنسبة لهم أصابتهم بالجشع والطمع لدرجة أذهلتهم، وكنا نعتقد أنهم جماعة منظمة تضم الكثير من القيادات، ومعظمهم أساتذة جامعيون، كنا نعتقد أنهم سيحسنون إدارة شؤون البلاد والعباد، وأنهم خير أهل لقيادة السفينة، ففوجئنا بأنهم يعيشون على صيت كاذب، وأنهم ليسوا أهلا للإدارة، وليست لديهم أي خبرة عن قيادة سفينة كبيرة في حجم مصر، ولا حتى قيادة زورق صغير، وكانوا سيؤدون بنا وبسفينتنا إلى الهلاك، وكنا سنغرق في أعماق البحر لولا ستر الله الذي أنقذ السفينة وأنقذنا من الغرق. ثم اكتشفنا بعد ذلك أن هذه الجماعة ما هي إلا جماعة إرهابية، ولا تمت للإسلام بصلة، وأنها عضو في التنظيم الإرهابي الدولي، وأنها كانت ستقوم بتنفيذ مخطط يطمس هوية مصر ويحولها إلى ضيعة إخوانية إرهابية تتبع التنظيم الدولي الإرهابي، واكتشفنا أيضا أنها كانت تتآمر على مصر وأفشت كثيرا من أسرارها لبعض الدول الأجنبية المشتركة في المؤامرة على مصر، وتجري محاكمة المتورطين منها في خيانة البلاد، وعلى رأسهم من كان يتولى منصب الرئيس.

فؤاد نصر - القاهرة [email protected]