أساس المشكلة

TT

فيما يخص مقال سمير عطا الله «الوعر العربي»، المنشور بتاريخ 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود الإيضاح بالقول: إنه للأسف الشديد الحال الذي عليه العالم الآن لا يسر عدوا ولا حبيبا، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، فرغم وجود الأمم المتحدة وهي المنظمة الدولية المنوط بها رعاية كل دول العالم ومصالح شعوبها، ومراعاة تطبيق العدالة فيما بينهم، فإنها للأسف الشديد عاجزة عن أن تقوم بدورها بسبب طغيان الدول الكبرى وخاصة أميركا باستعمالهم حق الفيتو (حق النقض) على ما تصدره الأمم المتحدة من قرارات فتعطل بل وتمنع تنفيذها، ليستمر الوضع على ما هو عليه وتستمر الصراعات والحروب بين الدول وبعضها، ولعل أبرز مثال على ذلك هي القرارات الكثيرة، التي سبق أن اتخذتها الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لصالح الفلسطينيين وضد السياسات التي تنتهجها إسرائيل، ليظل الصراع العربي الإسرائيلي قائما، وتظل الاعتداءات متبادلة بين الطرفين، وذلك بسبب وقوف أميركا مع إسرائيل ضد الفلسطينيين على طول الخط، ورغم أن أميركا تحاول أن تظهر أمام العالم على أنها هي المدافعة عن الحريات وعن حقوق الإنسان في العالم، فإن الواقع يقول عكس ذلك تماما، فأميركا هي العقبة الكؤود أمام حل المشكلة الفلسطينية، لذا أجد أنه ما لم تغير أميركا من موقفها، فسيظل الوضع بين الفلسطينيين وإسرائيل كما هو دون حل، وهذا يكشف عن أنها لا تهمها مصلحة فلسطين ولا مصلحة إسرائيل، وإنما تهمها فقط مصلحتها الشخصية، كذلك انهيار الأوضاع في الدول العربية السبب فيه هو أميركا، فقد نصبت نفسها زعيمة للعالم كله، ولكنها للأسف الشديد زعيم غير عادل يكيل بمائة كيل، وهذا قد يجر العالم إلى فوضى.

فؤاد نصر [email protected]