كاظم مرة أخرى!

TT

السيد عبد الله باجبير لقد وضعت يدك على جرح عراقي آخر، وما اكثر جروحنا ومصائبنا. لقد جاءت ملاحظتك عن كاظم الساهر في محلها، وهي ليست غريبة عنا نحن ابناء العراق الذين نتقيأ دما ونحن نرى المضحك المبكي في احوالنا واحوال بلدنا.

لو كنا نحن من نكتب عن كاظم بهذا الشكل الصريح الذي كتبته في زاويتك لشتمنا البعض، وقالوا بأننا قبضنا الثمن مقدما، او اننا (دقة قديمة)، ومن جيل ناظم الغزالي ويوسف عمر وزهور حسين ومحمد القبانجي، او ان المغني يفكر بأنها مؤامرة ضده، وان المطرب الفلاني وراء الاكمة! ولكننا نعرف كاظم منذ ان عبدوا طريقه بالورود والدعاية والعطايا السخية.

ان الانسان يا سيدي كبير بانسانيته وبمواقفه امام القضايا التي تهم الآخرين، وعندما ينحاز للظالم والمعتدي ويقف مع الباطل فانه يتجرد من كل ما هو جميل وبالتالي فليس من حقه ان يطلب من الآخرين احترامه او الاستماع اليه.

اما دفاعك عنه بأنه سيواجه السحل على المسرح اذا ما رفض الاشادة بالدكتاتور او الغناء له فهذا ما لا نوافقك عليك.

وكما تعرف فإن المئات من الفنانين والصحافيين والمثقفين الذين رفضوا ان يصبحوا (كاظما) قد غادروا البلاد، واعلنوا معارضتهم للدكتاتورية والقمع وفضلوا الغربة والتشرد على مدح صدام وافراد اسرته، ومد رقابهم على فتات موائدهم، واصبحت سمة (الردة) وساما على صدورهم! فأين كاظم من الفنان العراقي الاصيل فؤاد سالم الذي يحمل كل هموم العراق معه من منفى الى آخر، ويغني للمظلومين في العراق من دون ان يتاجر بدمائهم. واين هو من المطرب الكردي الشهيد قادر زيرك الذي رفض ان يغني للدكتاتور وقادسية الشؤم فقطعوا لسانه بصورة بربرية، وقتلوه في المعتقل! وحسنا فعلت دار الاوبرا المصرية، وهكذا يكون الرد المناسب.