حقائق حول حزب الأمة يتجاهلها البعض

TT

تعليقا على ما ورد في «الشرق الأوسط» العدد 8448 بعنوان «روائح فتنة في السودان» للقارئ عثمان رضوان، أورد الحقائق الآتية: أولا: حزب الأمة هو أكثر الفصائل المعارضة نشاطا، وقد ساهم بفعالية في محاصرة النظام اعلاميا ودبلوماسيا وسياسيا حتى وصل الى ما هو عليه الآن، من توسيع لهامش الحريات وقبول بالآخر الذي كفرَّه وخونه من قبل. وحزب الأمة هو صاحب اليد الطولى في انجاح مقررات مؤتمر اسمرة للقضايا المصيرية، اذ انها ارتكزت في الاساس على اتفاقية شقدم، بين الحزب والحركة الشعبية، وكانت بمبادرة منه وكذلك المبادرة المشتركة التي تبناها الاشقاء في ليبيا ومصر، ثم ارتضاها كل اهل السودان في ما بعد، تعتبر من اجتهادات حزب الامة. كل هذا الحراك السياسي والدبلوماسي وغيره قوبل من باقي الفصائل بالجحود والنكران والمؤامرة.

ثانيا: تأكد حزب الامة من عدم جدية باقي الفصائل في الوصول الى حل سياسي شامل، خاصة جنرالات الحرب في الحركة، لأنهم مقيدون بأجندة اجنبية ولا يرون ان لهم مصلحة في حل سياسي يفقدهم امتيازاتهم، ولأنهم لا يزالون يحلمون بغزو الخرطوم لفرض دولة علمانية اثنية كما هو مسجل في ادبياتهم، والشيوعيون الذين بلا قواعد فقد يئسوا من المشاركة في الحكم عبر انتخابات حرة.

ثالثا: وهو الأهم، ادراك حزب الامة ان هناك متغيرات محلية واقليمية ودولية بالغة الأثر على القضية السودانية مما جعله يسارع بنقل جيشه وكوادره السياسية الى الداخل للمساهمة في التعبئة الجماهيرية لفرض الاجندة الوطنية، اما (تحالف مصوع) فلا يزال نائما في العمل غارقا في الامل بلا عمل معتمدا على الحركة لتنوب عنه في كافة الجبهات، وليس ادل على ذلك من انهم لم يستطيعوا فعل شيء او حتى الاتفاق على شيء منذ مفارقة حزب الامة لهم.

اخيرا بالنسبة للخلاف الذي حدث اخيرا من داخل الحزب فإنه قادر على حسمه عبر المؤسسات، والخروج منه اكثر قوة وتماسكا، وسيساهم في ترسيخ الديمقراطية والشورى والتحديث والمؤسسية داخل التنظيم، لأن اول من نادى بها هو السيد الصادق المهدي، قبل اكثر من ثلاثين عاما وليس هناك ثمة ما يدعوه للتراجع عنها، لأنه قد وسع مساحة القبول حوله بما فيه الكفاية، بسبب هذه المبادئ وغيرها، خاصة في اوساط القوى الحديثة.