محمد وردي.. سبعون عاما من العطاء المتميز

TT

يتردد المرء في الكتابة عن الفنان الكبير محمد وردي أحد أعظم أهرامات السودان الفنية وأحد رموز النوبيين في السودان ومصر على السواء.

وردي الذي يدخل هذه الايام عامه السبعين (ولد عام 1932)، يحتاج الانسان الى قاموس اخوي جميل كي يصف هذا الفنان الكبير الذي قدم لأهله وللسودان السرور والافراح عبر الكلمات والنغم، الذي ورغم مرضه العضال وغربته في اميركا ما زال يواصل مشوار تطوير الاغنية السودانية لتصل الى مستوى عالميا، ويعمل في الوقت نفسه على تطوير وتجديد اغانيه القديمة لتغدو بصورة اكثر ابتكارا وجودة. ان الذي يتابع سيرة حياة وردي الفنية يجد انه هو اول من اخرج الاغنية السودانية من محليتها التي كانت ممعنة في الانغلاق، لتصبح على شفاه الملايين في دول الجوار الافريقي بصورة خاصة، يترنم بها المواطن الاثيوبي الذي لا يعرف العربية، ويدندن بكلماتها اهالي الصومال وجيبوتي، بل اصبحت اشرطة كاسيت الاغاني الخاصة به تجد قبولا وارتياحا في اريتريا تماما كمثيلاتها من الاشرطة الاريترية الاخرى. وتقول كتب التاريخ انه وحتى عام 1957، وقبيل دخول وردي للساحة الفنية لاول مرة، كانت الاغاني السودانية كلها وبلا استثناء تسير على وتيرة واحدة متشابهة الايقاع والنغم، حتى جاء وردي واحدث انقلابا كبيرا في الاداء الفني، وعمل على تطوير السلم الخماسي، وهو اول فنان سوداني ادخل آلات موسيقية حديثة في اغانيه وهي بسيطة الكلمات بعيدة عن التعقيد وسهلة الايقاع والرتم، مما سهل على الكثيرين حفظها. ان اغاني وردي التي لحنها وغناها في الخمسينات ومطلع الستينات نجدها الى الآن تتصدر قائمة التوزيع في الخارج، ومن المؤسف ان بعض الحكومات عاقبته بوقف اغانيه ومصادرة اشرطته من الاسواق. ومرات كثيرة منعت الصحف واجهزة الاعلام من نشر اخباره، لكنه وهو في منفاه لا يزال يعيش في قلوب السودانيين جميعا.