إلى روح شهيدنا الصغير الكبير محمد الدرة

TT

استشهادك كان السيف الذي مزق الجريمة يا محمد.. لا تنادي يا صغيري الكبير.. فارغة ايدينا كرؤوسنا ايها العزيز.. نحن امة الشجب والتردد والخوف.. نحن الضعفاء العاجزون.. والعالم ـ الذي لا قلب له ـ لا يحترم الضعفاء العاجزين.

كلينتون متألم لما حدث ـ متألم فقط.. اولبرايت تردد ان ما حدث لا ضرورة له ولكنها لم تقل ولن تقول ان هذه الجريمة لا ضرورة لها.

السيدة عشراوي تصرح بان هذه الخطة لم تكن مفاجئة لهم.. اذن لماذا السكوت ... لماذا لم يصرح بها لماذا لم تفاجئهم قبل اهدار هذه الدماء؟ نعم! لماذا؟؟؟

نحن نخاف الحقيقة.. نخشاها.. نحن امة الخوف والضعف والتردد.. استشهادك يا صغيري الكبير كان السيف الذي مزق الجريمة ـ جريمة التطبيع.

كان النور الذي احال ليلنا الازلي نهارا هتك الاسرار فلم يعد امامهم ما يقال او ما يمكن تبريره.. ارادوا منا النوم مع الافاعي.. زرعوا ومارسوا الرجس في عواصمنا المسلمة العربية.

ارتفعت اعلامهم في سمائنا فاصابتنا لعنة السماء.. حملونا الى اوسلو ثم الى كامب ديفيد وجعلوا منا اضحوكة العالم.. تبادلنا الانخاب في صحة دمك المراق ظلما وعدوانا وقهرا.. زرعنا قبلاتنا الرخيصة على وجوههم الآثمة.. شدت ايدينا المتهافتة على ايديهم الرجسة الملطخة بدماء الابرياء.

صدق فينا قول الشاعر العربي اذ يقول:

من الجهل لا تدري بانك جاهل وانك لا تدري بانك لا تدري نعم لا تعلم ورغم الدروس ورغم دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا والمسجد الابراهيمي.. نعم رغم الدروس ما زلنا لم نتعلم.. ولا اعتقد باننا سنتعلم..

لا احضان احتضنت الخوف في قلبك الصغير ولا يد حانية امتدت لانقاذك. بل كان رصاص الغدر والجريمة والكفر والشر هو من احتضنك وانقذك من خوفك.. انت تموت.. تغتال.. اخوتك ايضا يتساقطون كالطيور. حتى الطيور وجدت يا صغيري الكبير من يدافع عنها ويحرم صيدها ونحن..

نعم نحن.. يا شهيدنا الصغير الكبير.. نرعى حفلات الموسيقى والرقص وملكات الجمال وما يقال وما لا يقال. يتحدثون عن المفاوضات القادمة. يا للجهود المخلصة الهادفة ويا للايجابيات الجديدة في مواجهة الظلم والطغيان، لو كنت يا شهيدي الصغير الكبير اميركياً او اوروبياً وكنا نحن القتلة لصافحت ارضنا الصواريخ.. وحاصرتنا امم الارض وكنا الارهابيين القتلة المتوحشين، ولكنك مسلم اولا وعربي ثانيا ولهذا... نعم ولهذا... كان الهوان والذل والاستسلام والحديث عن مفاوضات قادمة.