واعظون وتقنيات حديثة

TT

أصابني وصف عبد الله باجبير الداعية الإسلامي عمرو خالد، بـ «العاصفة الإعلامية»، وتشبيهها بأنها تماماً كعواصف الموضة والأغاني الشبابية وأفلام محمد هنيدي.. فتشبيه داعية إسلامي في مجلس علم يدعو فيه الرجال والنساء كبيرهم وصغيرهم إلى العمل بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بسيرته وسيرة الصحابة، التي يشرحها بطريقة مبسطة ومحببة للناس في ندواته، مما أثر إيجابيا في كثير ممن استمعوا إليه وأنا واحد منهم، وصاروا أكثر التزاماً بتعاليم دينهم وسنة نبيهم، لا يجب مقارنتها وتشبيهها بأي حال من الأحوال بأنها كعواصف الموضة والأغاني الشبابية، التي أدت إلى البلادة وهدم القيم والمبادئ والرجولة لدى شباب الأمة العربية.

كما أن اتهامه بأنه يبتسم في ندواته ويدعو الحضور للابتسام هو نقد غير موضوعي ليس له علاقة بمضمون ندواته ذاتها، لأن الابتسام العفوي ليس بالأمر المعيب، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان في بعض الأحيان يبتسم أثناء الحديث مع الصحابة، وهل يجب على المتحدث في أمور الدين أن يكون متجهماً عبوساً ينفر الناس؟

ولا أعرف لماذا لمح الكاتب أن جمهوره كله من المحجبات وغير المحجبات!، ولم يشر الكاتب هنا إلى العديد من الشباب والرجال الذين يحضرون هذه الندوات! ثم اتهم باجبير الداعية عمرو خالد، بأن قوى خفية تقف خلفه، ذكر أنها «معاهد أميركية متخصصة»، تعلمه فن تبسيط المعلومة وجعلها جذابة، وقد تعلم فيها كيف يكون مؤثراً ومتى يحرك يده ومتى يبتسم.

وذكر الكاتب ايضا ان وراء هذه القوى الخفية اغراضا ستكشفها الأيام!، ولا أعرف ما هو الدليل، أو حتى المبرر، لاتهامه بذلك، كما أنني أتساءل إذا كانت وراءه قوى خفية حقاً، وهي بالطبع لها أغراض خبيثة، فهل يكون تحقيقها لمثل هذه الأغراض عن طريق ندواته التي يحكي للشباب فيها عن سيرة النبي وبطولات الصحابة، ويحفز فيها الشباب على الاقتداء بالسنة ويدعو فيها النساء إلى الالتزام بالحجاب! وهل لأنه حليق الذقن وأنيق ويرتدي الموضة، كما وصفه الكاتب، وهي صفات أرى أنها من أسباب نجاحه وتعلق الشباب به لأنهم يشعرون بأنه واحد منهم ومثلهم، ألم تكن هذه الصفات تجعله يظهر في برنامج رياضي أو فني يصل إلى قطاع أكبر من الشباب ويسهل فيه التأثير فيهم واستخدام ما تعلمه؟

وأخيراً انتقد الكاتب ظهوره في ندواته بإخراج مسرحي مبهر، ولا أعرف أين الابهار في ما نشاهده؟، واذا افترضنا هذا، فهل التطور والتقنية الحديثة لا بد أن تكون حكراً على أغاني الفيديو كليب، وعلى البرامج التي توزع الملايين على الناس ليصبح مقدمو هذه البرامج هم المثل الأعلى والقدوة للشباب أما الدعاة وعلماء الدين فلا توفر لهم مثل هذه التقنيات والإمكانيات؟