الفصحى في حياتنا اليومية

TT

في «الشرق الأوسط» عدد 8398 بتاريخ 2001/11/25، كتب سمير عطا الله تحت عنوان «إيش أصابك يا سيدو؟» كلاماً رائعاً عن استخدام الفصحى وخلطها بالعامية لتطويع الأولى وتهذيب الثانية، وأشار إلى أنه بقدر ما تليق الفصحى لأهلها، أو للروايات التاريخية التي تعرض هذه الأيام بقدر ما تبدو مضحكة وأحياناً مهينة في المسلسلات الأجنبية ـ طبعاً يقصد المدبلجة ـ كعادتنا العرب لدبلجة أفلامهم، ولا يدبلجون أفلامنا (إن صح التعبير)، ويجد سمير أن الفصحى تقع، أحياناً، في غير مكانها بشكل نافر هي أيضاً. وركز في حديثه عن المسلسلات، وهي لا شك لها تأثير السحر في عقل المشاهد، لكنني أود أن أشير اضافة الى ما ذكر، أن بعضاً من معلمينا، وأساتذة الجامعات، من الكتاب والمؤلفين والصحافيين والمذيعين من الجنسين، والخطباء والأدباء والشعراء، وكل من يمسك بالقلم أو «الطباشير» أو لوحة مفاتيح الآلة الناسخة أو الطابعة العادية أو بالحاسوب، أو من يعتلي المنبر ويمسك باللاقط «المايكروفون» أو عبر الأثير أو في شريط التسجيل والتغذية الراجعة «كاسيت وفيديو»، غالباً ما يخلطون أحاديثهم بالعامية، ويبررون ذلك بأنها أدعى للفهم وأسرع في التوصيل. ويزداد الأمر سوءاً عندما يدخلون إلى هذا الخلط بعض الكلمات الغربية أو المترجمة مشوهة في أحاديثهم، وعندما يحاول أي متحدث أو كاتب أن يستخدم لغة عربية فصحى غير مخلوطة ولا مشوهة يقابل بالاستنكار والسخرية.

المسألة تحتاج إلى قرار حازم كالذي اصدره الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير بالسعودية، لإلزام المعلمين بالتحدث بالفصحى، وإلى مبادرة من الجميع بالالتزام بها.

كما توجه الوزارات المعنية في أقطار العالم العربي والإسلامي كافة، خطابات ملزمة لكل الأجهزة والوسائط التابعة لها والعاملين بها، بضرورة الالتزام بالفصحى تحدثاً وكتابة، مع متابعة التنفيذ، ومكافأة المستجيب ولفت نظر المقصر، ثم معاقبته بحرمان درجات التقدير للطلاب وتقارير الكفاية للموظفين، الذين تعودوا أيام زمان وضع 3 درجات للنظافة والترتيب وسلامة اللغة واختفت الآن، ووضعت خانة في تقرير كفاية الموظف عن استخدامه اللغة العربية الفصحى، ولا يلتزم بها جميع رؤساء العمل والعاملين بالدقة المطلوبة.

كما أن على الأسر غرس وتشجيع وتنمية استخدام لغة القرآن الكريم بين أفراد الأسرة، حتى نضمن سيادة اللغة العربية واختفاء اللهجات الدارجة.