بناء العقل هو المشكلة

> تعقيبا على مقال جابر حبيب جابر «الفن العراقي في تدمير الذات»، المنشور بتاريخ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول إن الدولة العراقية تعرضت، فعلا، على مدى ربع قرن، الى التدمير المنظم للبنى التحتية فيها، وهو التدمير الذي قاده النظام السابق، تلاه تدمير آخر، خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من حكم العراقيين الجدد، الذين أكملوا مسيرة التهديم. لكن الأخطر هو ما حصل خلال الحقبتين، هو تهديم البنى التحتية للعقل العراقي، بتشظي المجتمع الى مكوناته الأولية، حيث دخلنا في مرحلة ما قبل الدولة الحديثة إذا صح التعبير. نستطيع بناء محطات للكهرباء، ومصافي للنفط، ومجمعات سكنية، ومستشفيات حديثة، وشبكات مياه للشرب.. الخ وفق جدول زمني محدد، لا يتجاوز الخمس سنوات كحد أقصى، لكننا نواجه مشكلة إعادة بناء العقل العراقي على أسس إنسانية ووطنية وديمقراطية، ومحو كل المسميات التي زرعها النظام السابق والنظام اللاحق من مفاهيم مذهبية متطرفة، وعشائرية متخلفة، وحزبية ضيقة.

خالد الركابي ـ الإمارت [email protected]