بين بيئتين

TT

> تعقيباً على مقال رشيد الخيون «مدينة الثورة .. تماهي البؤس بالموت»، المنشور بتاريخ 29 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، أقول إن هذه المدينة هي دليل شاخص ومؤشر مهم على الأخطاء القاتلة التي ارتكبها قادة انقلاب 14 تموز 1958 بعد أن حولوا العراق الى جمهورية. فعملية بناء مدينة الثورة كانت أحد أسباب تدهور الحالة الأمنية والجمالية والحضارية لبغداد التى كانت فى الخمسينات واحدة من نظف وأجمل عواصم العالم. كان الأجدر والأفضل أن يعاد من سكنوا الثورة الى أراضيهم وقراهم وحقولهم الزراعية وتشجيعهم بمنحهم قروضا ومكائن وأراضي زراعية ضمن قانون الإصلاح الزراعي، وتشجيع الزراعة، وإقامة القرى العصرية التي تتناسب مع طبيعة الحياة ومستوى المعيشة في الريف، لينشأ الفرد هناك في وسطه، وفي البيئة التى يفضلها، من دون أن يضطر هو وأفراد عائلته الى العيش بازدواجية في بيئة حضرية لا تناسبهم. وقصة الدكتور غازى جميل هي تعبير حقيقي ومختصر عن حالة معظم الذين أجبروا على أن يعيشوا بالطريقة التى اختارها لهم غيرهم. مازن الشيخ ـ ألمانيا [email protected]