في أعماق الجروح

TT

* قليل من يملك شفافية وعمق تحليل مأمون فندي وقدرته على جمع الجروح النازفة كلها وإيجازها في أسطر قليلة، والإبحار بها بعيدا عن شاطئ الهيجان المفتعل لمجرد اثارة الجمهور فقط، كما لمست من مقاله «الأميركان لم يخترعونا»، المنشور بتاريخ 11 ديسمبر (كانون الاول) الحالي. لقد ابحر بنا الكاتب الى عمق الجرح حين شبه النزاعات القائمة في العراق بفطريات وطفيليات تحت صخرة ديكتاتورية، ألقى بها النظام السابق على صدر العراق. وعندما أزيحت هذه الصخرة انتشرت رائحة العفونة والرطوبة، وطفت على السطح. ثم اكمل الكاتب جولته في لبنان وفلسطين ليختمها بجملته الذهبية، والتي متى ما ادركناها وضعنا ايدينا على الجرح، وهي انه عندما نزع عنا سدادة القمقم قمنا بكل هذا القتل والدمار. وفاء الضويان ـ السعودية [email protected]