نزعات فلسفية أم فشل؟

TT

> تعقيبا على مقال السيد ولد اباه «عندما يتفلسف الحكام»، المنشور بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، لا أوافق مع ما جاء في المقال حول وضع غيدنز في خانة الفلاسفة. فهو اقتصادي سياسي، تطبيقي، ويصعب تصنيفه في الإطار الأكاديمي للفلسفة. وهو إطار يرى بعض رموزه، بأنه الفرع العلمي الأبعد عن القدرة على تبني وجهة نظر سياسية عملية. ذلك أن ما يمكن وصفه بهلامية التوجهات لدى الفيلسوف، يكفي لمنعه من الوثوق في آيديولوجيا بعينها. هذا الرأي، وإن عارضه بعض من أوتوا من اهتمام غير اختصاصي بالفلسفة، يدعمه تعرّضُ الفيلسوف لإفلاس واضح في الأزمات، كالعجز عن تبني مواقف إنسانية ظل ينافح عنها. ليس ثمة ما يجعل سياسة رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير تجسيداً لنظريات غيدنز. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, فاقترابه من الفلسفة لا يشبه إلا اقتراب نظيره الرئيس الأميركي جورج بوش من النزعة الأميركو ـ بروتسانتية، الساعية لتعليم العالم قيمها بالقوة. كلتا الحالتين اليمينيتين تعكسان انتقائية تكتيكية تتقي بقولها التأصيل النظري انتقادات للفشل الذي يعقب السياسات الشخصية غير الناجحة. محمد الثعلي ـ الولايات المتحدة [email protected]