براءة مدينة

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «دنيا محمد شكري أن يتساوى البحران (3)» المنشور بتاريخ 22 أغسطس (آب) الحالي، اقول ان هذا الموضوع، ذكرني بأيام الصبا، بأزقة عدن الجميلة الرائعة وبنائها الفريد، الذي جمع كل الحضارات الإنسانية التي تعاقبت على المدينة، حين كان البعض يذوب في الكل. كانت عدن زهرة المدائن كما كانت بيروت أرزة المحبة والنقاء. كانت الحدائق والسواحل الذهبية والمقاهي، تعج بالزوار، وكانت أصواتهم تصدح وتعلو برفق ومحبة وانسجام. وقد ظل الوضع كذلك الى ان جاء المجددون وحرروا البلاد من الاستعمار البريطاني، وطمسوا اللغة الانجليزية التي كانت وسيلة تفاهم الجميع، واعتبروها من مخلفات الاستعمار. دمروا الحضارة واستبدلوا بها الأيديولوجيا. تعهدوا أن يجعلوا الريف مثل المدينة، لكنهم بدلا من ذلك، حولوا المدينة إلى ريف وقتلوا براءة عدن.

علي محمد علي سيقلي [email protected]