> تعقيبا على مقال أنيس منصور «نحن الذين لا ننتمي (3 ـ 3)»، المنشور بتاريخ 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول إن أبي حيان التوحيدي، هو من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل حتى يومنا هذا. وقد يكون على رأس اللامنتمين العرب وفق منهج كولن ولسن. فرغم حدة ذكائه وسعة أفقه وتشعب معارفه وغزارة نتاجه الأدبي والفلسفي والصوفي، الذي لم يصلنا منه إلا القليل، فقد عاش بائسا بشكل تراجيدي، إلى حد العجز عن توفير قوت يومه. وقد ساهم التناقض بين محاولته المواءمة بين حاجته العقلية وحاجته المادية، رغم عدم اهتمامه بذلك، في تفاقم عزلته وتمزقه النفسي، في أيامه الأخيرة. وقد قيل إنه أقدم بنفسه على إحراق كتبه، باستثناء بعض ما وصلنا منها، ثم أقدم على الانتحار.
مجدي أبو السعود ـ مصر [email protected]