لماذا التحريض على الجمال؟

TT

> تعقيبا على خبر «تغريم طبيب فرنسي 26 ألف يورو لفشله في تجميل أنف مريضة»، المنشور 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أود أن أقول: لقد عرفنا أن جريدة «الشرق الأوسط» هي جريدة العرب الدولية ودوما تحوي مواضيع مهمة وذات فائدة للمواطن العربي والسعودي.

وقد تفاجأنا بوجود الخبر المذكور آنفا في الصفحة الأخيرة، في التاريخ المذكور. فإننا نرى أن هذا الموضوع فيه تحريض وإثارة للمرضى ضد الأطباء وإثارة للمشاكل والشكاوى التي ليس لها أي معنى.

إن مثل هذا الموضوع ليس فيه أي ناحية تثقيفية أو توعوية، بل لا يحمل في طياته إلا التحريض وإثارة المشاكل وإخلال الثقة بين المريض والجراح. كما أن التعويض مرفوض من الناحية الشرعية الإسلامية.. فحسب الشرع، الدية تدفع فقط في حالات الوفاة أو نقص الأعضاء مثل (نقص حاسة السمع أو البصر أو أحد الأطراف).

حتى أن الأسباب التي كتبت هي أسباب غير مقنعة وأسباب واهية ولا يمكن لأية محكمة أن تحكم بهذه الغرامة بناء على هذه الأسباب. فلا بد من وجود أسباب أخرى جوهرية: مثلا جراح ليس عنده خبرة على الإطلاق في هذا المجال ويقوم بالتدريب على المرضى أو من الناحية الفنية حصول التصاقات شديدة داخل الأنف تم إهمالها من قبل الجراح.

أما ما ذكر من أن الغرامة بسبب أن الأنف كان معوجا وبحجم لا يتناسب مع الوجه، فهذا موضوع لا يمكن لأي محكمة على وجه الأرض أن تقر فيه. وخاصة أنه دوما يتم توقيع المريض على إقرارات تبين كل المشاكل التي تحدث بعد عملية تجميل الأنف. ومن الناحية الطبية والعلمية فإن معظم المشاكل بعد عملية تجميل الأنف سببها طريقة وعملية الالتئام في الأشهر الستة الأولى بعد العملية، بسبب أن الأنف هو عضو أجوف ورقيق، وهذا كله متعارف عليه عالميا أنه خارج إرادة الجراح.

وقد شاهدنا أيضا قبل أربع سنوات أنه كتب أحد أطباء أمراض القلب من مستشاريكم مقالا في ملحق (الصحة) عن مساوئ عملية تجميل الأنف، وكان كل ما كتب في ذلك الوقت بعيدا تماما عن الصحة. وقد قمنا بالكتابة إليكم في ذلك الوقت احتجاجا على ذلك. فهل تسمحوا لي أنا مثلا، بصفتي جراح تجميل أنف ووجه، أن أقوم بالكتابة عن أمراض وحالات القلب؟! كما ذكرنا سابقا.. تعودنا من جريدتكم الغراء كتابة مواضيع ذات أهمية ثقافية وأدبية وعلمية، لذا نرجو من سعادتكم التكرم بالإيعاز لمن يلزم بالتوقف عن نشر مثل هذه المواضيع التي لا تحمل في طياتها سوى التحريض وإثارة المشاكل. وإذا كان عند سعادتكم رغبة في تصحيح ما سبق، فإنه لا مانع لدينا من كتابة تقرير مبسط وعدة أسطر عن حالات تجميل الأنف لنشرها في نفس المكان.

والله الموفق..

وتفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام والتقدير..

د. محمد بشار البزرة استشاري جراحة الوجه والتجميل في دمشق