تحرير العقل أولا

TT

* تعقيبا على مقال حمد الماجد «حركة شيعية ومباركة سنية»، المنشور بتاريخ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول إن المسألة المذهبية في عالمنا الإسلامي، لا تحل بتعديل بعض الرؤى والمعتقدات، أو بإجراء مراجعات جزئية لبعض مواطن الخلاف، بل تتطلب مراجعة أوسع وأكثر شمولا. فما وقع من خلافات كان نتاج فترة زمنية عاش خلالها المسلمون مقيدين بقيود زمانهم وشروط مكانهم، وكلاهما أنتج من الأفكار والخلافات والفتن والفرقة المذهبية، ما كان وليد ظروفه ومعطياته. لكن مرور ما يقرب من 15 قرنا على تلك الأحداث، يجعلها تاريخا تؤخذ منه العبر. وأول هذه العبر، هي أن المسلمين الأوائل عاشوا حياتهم بقضها وقضيضها متأثرين بضغوطات الواقع، فوقع ما وقع من أخطاء وفرقة. اليوم تستحيل إقامة مشروع نهضوي عربي أو إسلامي، قبل التخلي عن المذهبية المقيتة، وإطلاق العنان للعقل لأن يفكر ويبدع بعيدا عن القيود.

لطفي التلاتلي ـ تونس [email protected]