البكاء في جنازة الآخرين

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «يا مشعل لماذا لا تشعلها؟»، المنشور بتاريخ 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول إن الجرح الفلسطيني النازف منذ عقود، أدمته ايدي أبنائه أكثر مما أدمته ايدي المحتل الإسرائيلي. وما حصلت عليه بعض الحكومات العربية من مكاسب من وراء هذه القضية، كان اكثر مما قدمت لها. أتذكر مزايدات نظام صدام حسين، الذي «كان يترك عزاء اهله ويبكي في عزاء الآخرين». فقد كان يغدق الأموال على منفذي العمليات الانتحارية، ويدفع أكثر من 25 ألف دولار للعائلة، بينما لا يصرف لعائلات الجنود العراقيين الذين يسقطون على الحدود مع ايران، سوى رواتب هزيلة لا تتجاوز المائة دولار شهريا. كان ما يقوم به النظام السابق، مزايدة مكشوفة وتسابقا مع آخرين لإضفاء شرعية على نفسه. اليوم يغرق الفلسطينيون انفسهم في حروب غيرهم، الا حربهم من اجل الوطن، مهووسين بخطاباتهم. سعد التميمي ـ لبنان [email protected]