انتصار أسوأ الحروب

TT

* تعقيبا على خبر «الأسد يهنئ حماس بانتصار المقاومة في غزة»، المنشور بتاريخ 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول إن من المؤسف أن يربط الرئيس السوري الموقف المصري بعامل الجغرافية وحده. فهو يعرف أن مصر، قدمت يد العون للأشقاء العرب والأفارقة، القاصي منهم والداني، ومنهم سورية نفسها. إنني أستغرب مواكب النصر التي بتنا نشاهدها على المسرح منذ عام 2006. إن النصر على العدو هو تكبيده من الخسائر ما يجعله يندم على فعلته ويعيد حساباته. أما الدعوى بأن العدو لم يحقق أهدافه، فتثير السخرية، فما هي تلك الأهداف التي يتحدثون عنها؟ من يدقق في المشاهد الأخيرة مما يعرض علينا، يرى وبشكل واضح، أن أهداف إسرائيل ـ من وجهة نظري ـ هي ما يلي: إسرائيل لم تضع الإجهاز على حماس بين أهدافها، لأن مصلحتها تكمن في استمرار وجودها، ولكن بالشكل الذي تريده هي. وأعتقد أننا لن نسمع عن صواريخ حماس مرة أخرى، كما حدث مع حزب الله، والدليل على ذلك، أن حماس لم ترد على القصف الذي تعرضت له غزة من البحر. إسرائيل أرادت في النهاية، الفوز بحماية دولية لمراقبة أراضينا نحن وسمائنا نحن، ومياهنا نحن أيضا لصالحها، وهذا ما ستحققه من خلال الاتفاقية الأمنية التي لم تعقد مع أميركا وحدها، بل وجندت أوروبا أيضا لتطبيقها. كل ذلك تم مقابل 13 قتيلا إسرائيليا ثلاثة منهم مدنيون. إن آثار هذه الحرب، أسوأ على العرب من حرب 1967.

مهندس السهيمى [email protected]