لسنا بتلك السذاجة

TT

* تعقيبا على مقال صالح القلاب «(انتصار) أبشع من الهزيمة.. وأهل غزة يعرفون الحقائق!»، المنشور بتاريخ 29 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: إن علينا أن نلغي عقولنا كي نصدق أن مجزرة غزة كانت انتصارا. ولو شرح المرء ما حدث في غزة لطفل صغير، وقارن بين حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الفلسطينيون في غزة، وحجم خسائر الجيش الإسرائيلي، فسوف يتوصل الطفل بنفسه إلى نتيجة واحدة ويعلن ان ما جرى كان هزيمة. لقد صدق بعض السذج بأن تدمير الجنوب اللبناني كان نصرا إلهيا، فلماذا نستكثر على حماس ممارسة الخداع نفسه وإقناع هؤلاء بنصر إلهي مماثل؟ تعودنا ذلك، منذ عملت الماكينة الإعلامية العربية على إقناعنا بأن هزيمة 67 الساحقة، هي مجرد نكسة، وأن الإرهاب مجرد طيش شباب، والتطرف الديني غيرة، والتطور في الغرب جنس وانحراف، والكثير من المقولات والقيم المقلوبة. المنطقة سوف تستمر في حال من الضياع طالما بقينا غائبين عن مواجهة الواقع بشجاعة.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]