المعري حاضر بيننا

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «دافوس والغبراء»، المنشور بتاريخ 2 فبراير (شباط) الحالي، أقول إن الكاتب قدم تلخيصا بارعا للحالة العربية الراهنة, حيث يقول: «إن كل من يستطيع أن يدغدغ المشاعر الإسلامية اليوم، ويتاجر بعذابات البشر (...) يستطيع أن يكسب شعبيتهم». استنادا إلى هذه الحقيقة، وإلى ما أثبتته الأحداث على أرض الواقع، خصوصا في الشأن الفلسطيني، فإن من يرد المتاجرة بها، فإنه عمل وما يزال يعمل على إعاقة كل من يبذل جهدا حقيقيا ومخلصا من أجل حلها. ومع أن الشعر يبدو اليوم في غير محله، إزاء مآسينا، إلا ان المعري استطاع بدوره، تصوير استغلال مصائب الناس هذه على أحسن وجه، حين قال قبل أكثر من ألف عام تقريبا، في ديوان «لزوم ما لا يلزم»:

لقد جاء قوم يدّعون فضيلة / وكلهم يبغي لمهجته نفعا وما انخفضوا كي يرفعوكم وإنما / رأوا خفضكم طول الحياة لهم رفعا أحمد عبد الرزاق - (رسالة بالفاكس)