حالمون يخسرون الواقع والخيال

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «في جناح همنغواي.. كلما بعثت إليها»، المنشور بتاريخ 29 مارس (آذار) الحالي، أقول هذه هي إحدى سلبيات الثقافة المتقدمة في سن مبكرة. فإذا ما صادفت إنسانا رقيقا حالما مرهف الحس، فإنها تجعله يحلق بعيدا عن واقعه، ويطير بخياله إلى مدى بعيد. أعرف العديد من الذين ابتعدوا أكثر من اللازم حتى إنهم خسروا الواقع والخيال، ليس من تقصير أو قلة همة ولا من قصور في الفكر أو القدرة، إنما فقط لأنهم حلموا أكثر من اللازم فعاكستهم الظروف واستغل رقتهم وشفافيتهم المتسلقون والوصوليون، الذين لا يعرفون من هو همنغواي، ولا حتى أحمد شوقي، وأخذوا أماكنهم وتربعوا فيها، في حين يجلس أهل الثقافة والرهافة والمشاعر على رصيف هذه الحياة، يرددون قول شاعر قد غمط حقه وسلب إرثه:

لا تلم كفي إذا السيف نبا صح مني العزم والدهر أبى. ياسر نوافله (محامي) ـ الأردن [email protected]