مجتمعات عابسة

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «حديث جاد عن الضحك»، المنشور بتاريخ 30 مارس (آذار) الماضي، أقول نادرا ما يتم التطرق إلى كتابة مواضيع كهذه؛ لأنها لا تتوافق مع المزاج العام للفرد العربي، الذي تربى على القيم البدوية الراسخة في أعماقه بشكل أو بآخر. فنحن أبناء العصبية القبلية التي تتصاعد يوما بعد آخر، بفعل الموروثات الاجتماعية التي تلقيناها في مراحل زمنية مختلفة، وبات من الصعب تجاوزها. والإنسان عادة، يخضع لثلاث قوى رئيسية تسيطر عليه بشكل مباشر هي، الغضب والعقل والجنس. ونحن منحنا قوة الغضب الدور الكامل في قيادة مراكز التفكير، وكان من الطبيعي أن نعتبر كل من يحاول الابتسام كائنا خارجا عن المألوف، لا يستحق الاستماع إلى رأيه، فكيف بمن يحاول الضحك؟! نحن في حاجة إلى إعادة تشكيل وعينا الإنساني الذي يبشر بالتعامل السمح، والذي يفترض بنا أن نتقبل بروح مرحة كل ما يمكن أن يثار حولنا. مشكلتنا هي أننا لا نتحدث إلا بالتاريخ ومأساته التي فرضناها على أنفسنا، لأننا لا نتمسك إلا بالأصداف التي كانت جواهر ذات يوم، بينما يتمسك الآخرون بكنوز التطور الاجتماعي. عدنان حسين ـ العراق [email protected]