تركيا وملء الفراغ

TT

> تعقيبا على مقال هدى الحسيني «التقارب الأميركي ـ التركي يقلق إيران»، المنشور بتاريخ 9 أبريل (نيسان) الحالي، أقول إن تركيا كانت ولا تزال الدولة العلمانية ذات الطابع الأوروبي في كل سياساتها الداخلية والخارجية. أما العرب، فلم يحولوا الاهتمام التركي بقضاياهم من خلال المصالح المتبادلة، بمعنى آخر، أن يكونوا ندا. وتركيا، من جانبها، لم تتوجه، أو لنقل تلتفت إلى جوارها العربي عشقا به ومساندة لقضاياه، بل بسبب حالة الفراغ التي نشأت في الشرق الأوسط بعد سقوط العراق. هذا سياسيا، أما اجتماعيا وعلى المستوى الداخلي، أعني على صعيد مؤسسات المجتمع التركي، فإن تراكمات العقود الماضية، وما أستطيع تسميته الأتاتوركية الحديثة، والانفصال شبه الكامل عن الثقافة العربية والإسلامية، وتحميل العرب مسؤولية الإخفاق بل السقوط المدوي للعثمانية، فلا يزال جميعه مسيطرا على الثقافة التركية، ولا يستطيع أي حزب كان تغييره بين ليلة وضحاها. قيس الشمري ـ ألمانيا [email protected]