الموت غربة

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «خواطر حول أثرهما الجميل.. حتى الساعة توقفت»، المنشور بتاريخ 9 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: الكاتب نادرا ما يموت في وطنه، ونادرا ما يجد الكاتب العمل فيه. تحركه داخل الوطن يكون مراقبا. من قبل شرطي لا يعرف عن الكاتب سوى اسمه، ولا يعرف لماذا يراقبه أصلا، ولا التهمة الموجهة إليه. هكذا يتعرض الكاتب في أوطاننا لمضايقات قد تنتهي به إلي السجن، ومن هناك إلى ديار الغربة ومعاناتها. لكن الكاتب الذي يتعرض لمثل هذه الظروف، غالبا ما يتحدى المعاناة، ويصاب في النهاية، بحب الوطن الثاني الذي هرب إليه من ظلم وطنه الأول. هذا ما حصل للطيب في أزقة لندن ومقاهيها ومكاتبها، وما حصل أيضا لبلند الحيدري، في بريطانيا، وللبياتي في إسبانيا، و لعوني بشير في بريطانيا أيضا. وهكذا يموت الكاتب بعيدا عن الوطن والأحبة والأهل والأصدقاء. وحينها يستيقظ الكتاب والإعلاميون في وطنه الأصلي، ويقدموا العزاء لأسرته التي استعادته جثة لكي تودعه.

إبراهيم علي عمر ـ السويد [email protected]