مجتمعات تحكمها العواطف

TT

> تعقيبا على خبر «مصادر التحقيقات في (قضية حزب الله): شهاب اعترف بتكليفه بضرب سياح إسرائيليين بسيناء عقب اغتيال مغنية»، المنشور بتاريخ 13 أبريل (نيسان) الحالي، أقول، إن العديد من التعليقات التي اطلعت عليها مما نشر في موقع جريدة «الشرق الأوسط»، تقدم إشارات واضحة على أن الفرد العربي، حتى من عاش في الغرب، لم يدرك بعد معنى الدولة والسيادة. إن انتماء الإنسان العربي للقضايا الكبرى، أصبح أكثر اتساعا لديه من الانتماء إلى دائرته القانونية. ومع تقديري لحجم العاطفة التي تقع خلف هذا الانتماء، إلا أن تطوير المجتمعات هو مسؤولية الدولة وليس العاطفة. العاطفة، خصوصا الدينية، قادرة على شحن الهمم، لكنها عاجزة عن تحقيق الاستقرار، لأن تحقيقه يتطلب تنظيما قانونيا واجتماعيا هو بالضرورة نقيض الاندفاع العاطفي. نحن مع حزب الله في حقه في الدفاع عن أرضه وفي سعيه لنصرة القضية الفلسطينية، لكن علينا ألا نسقط من حساباتنا أننا ما لم نشدد على الانتماء للدولة وندرك أهمية احترام سيادة الدول، فإننا بكل بساطة، نهدم فرصنا، ليس فقط في التطور المدني، بل وحتى في استقرار بلداننا، وهو المرحلة الضرورية التي تسبق تحقيق التطور عادة. حسام مطلق ـ الأردن [email protected]