شعراء شحاذون وصعاليك

TT

> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «الشاعر يشحذ»، المنشور بتاريخ 23 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: إنه سبق للشاعر الراحل نزار قباني أن قال في قصيدة ألقاها في مدينة القيروان بتونس بيتا يعبر عن هذا الموقف، يقول: «في عصر زيت الكاز يطلب شاعرٌ ثوبا وترفل في الحرير قحاب». الشعراء شحاذون، هذا صحيح، فهم لا يقدمون سوى كلام وعبر، لكن هذا ليس قاعدة عامة، فحياة الشاعر ربما هي التي فرضت عليه هذه الوضعية الصعبة، حيث اتسمت مجالس الشعراء بالمجون والاستهتار والفذلكة والمزاح المتواصل، حتى في وصف همومهم. وقد وضعوا أنفسهم حماة لشريحة معينة من المجتمع، ممن عانوا الفقر والبطالة. وهذا كله ينعكس على طبيعتهم، بحيث يصبح الشاعر غير راغب في مقومات الحياة الراقية، ويتلذذ بواقعه وينتظر عطف الآخرين حتى يدعوه فيقول في أي منهم كلمة طيبة، تأكيدا على أنه شاعر بحق، ولديه قدرة على التعبير وعلى الوصف الصادق للأوضاع. وهناك فئة أخرى من الشعراء تحب حياة البذخ والرفاهية الكاملة، وهؤلاء مبدعون أيضا، تركوا بصمات قوية.

سامي بلحاج ـ تونس [email protected]