خلافات محترمة

TT

> تعقيبا على مقال رشيد الخيون «هل الكاتب محذوف الحق والرأي..!»، المنشور بتاريخ 29 أبريل (نيسان) الماضي، أقول إن شكوى الكاتب، تعتبر صرخة ألم قاسية، بسبب ما انتهى إليه مسار الوعي لدينا ومدى الإذعان للحق. فما يراه الكاتب حقا يراه غيره عكس ذلك. وما يراه يجانب الحق يراه آخرون حقا. من هنا نشأ الخلاف والاختلاف. ولو كنا جميعا متفقين على أهمية أن نختلف، ولا نتباغض، ونلتقي على احترام الرأي الآخر، لكنا أرحنا بالنا كثيرا. لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما، لا سيما حين نختلف على أكثر الأمور وضوحا. فنظام البعث مثلا، وهو النظام الأسوأ في تاريخنا المعاصر وتاريخ العرب عموما، يفترض انه بات مرفوضا جملة وتفصيلا، بسبب ما ارتكبه من أخطاء وفظائع. ولكننا نرى اليوم من يمجد هذا النظام ويتباكى عليه ويدعي تعرضه للظلم. والمشكلة التي اشتكى منها الكاتب، تتعلق بوعينا لأهمية الحق والصدق والاعتدال. فبيننا من على استعداد لمحاربة كل شيء إذا ما تعرضت مصالحهم لأي ضرر، فكيف يقبلون رأيا آخر؟

عباس سرحان [email protected]