مأساة ذاكرة جمعية

TT

> تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «أوهامنا التي نحب!»، المنشور بتاريخ 5 مايو (أيار) الحالي، أقول حقا، لقد برهن الكاتب بدقة على أن جزءا كبيرا من ذاكرتنا الجمعية قائم على أوهام أحببناها واستطبنا تكريسها والنوم على وسادتها الخالية، وفوق ذلك، جعلنا منها تروسا نحتمي خلفها لتفادي مواجهة الحقائق التاريخية كما حدثت فعلا، ولمقاومة المنهج العقلي المتبصر، وتفادي سبل البحث العلمي المحايد والتمحيص التاريخي النزيه. كل ذلك لكي لا ينكشف المستور من عورات وخبايا الزيف والتزوير والخرافة التي تزخر بها ذاكرتنا الجمعية, ولا أقول تاريخنا، لكي لا تستفز جحافل السياسة والأيديولوجية صاحبة المصلحة في ذلك، والتي لا تريدنا أن نراها، ولا تريد هي من جانبها، الاعتراف بالمسؤولية خوفا من تبدد الهالة التي غطت ماضينا المثقل بأكاذيبها. المشكلة هي أننا لا نزال نتعرض لحملات التضليل والكذب والتزييف، رغم تبدل الأزمنة والأمزجة، وتطور الوعي وانتشار المعرفة، ورغم انتشار وسائل التواصل والاتصال وتبادل الخبرات مع أمم استطاعت التخلص من خداع الذات، وانتزعت نفسها من النظرة الخاطئة إلى ذاتها وإلى تاريخها. د. يحيى الزباري ـ هولندا [email protected]