تركيا على الخارطة الإقليمية

TT

* تعقيبا على مقال سمير صالحة «المناورات التركية ـ السورية: من المعنى؟»، المنشور بتاريخ 7 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن ما تقوم به تركيا من مناورات عسكرية يمكن أن تقوم به أي دولتين متجاورتين، وهذا ليس دليل تقارب أو تباعد يمكن الجزم بصحته، وخصوصا أن تركيا تعتمد في علاقاتها على الدبلوماسية المعقدة. فهي ضد التدخل الأجنبي والأميركي في العراق، لكنها تتعامل مع أميركا في شكل إيجابي وضمن علاقات حسنة. وهي ضد ما قامت به إسرائيل في غزة أخيرا، لكنها تبقي على بعض خيوطها مع إسرائيل. إن السياسة التركية الخارجية، بالرغم من تعقيداتها، تعبر عن حراك داخلي سياسي قوي، وما اندفاع تركيا نحو الوحدة مع أوروبا وتوطيد علاقتها بها إلا تعبير عن ذلك. لكن تركيا أذكى من أن تجعل نفسها أو تجعل لنفسها موقعا محددا في خريطة الصراع، لأنها تعلم أن زمن المغامرات قد ولى، وأن زمن التغيرات قادم. وتركيا بحراكها هذا تحاول أن تزيد من احتمال حصولها على موقع يسمح لها بلعب دورها التاريخي القديم.

هواري عبد الباقي ـ الجزائر [email protected]