ديمقراطية فالتة

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «حرية أسوأ من الاستبداد»، المنشور بتاريخ 6 مايو (أيار) الحالي، أقول إن الديمقراطية عبارة عن فكرة سياسية عملية، اخترعها العقلاء منذ أقدم عصور التنظيم السياسي في روما وأثينا واسبارطة لكبح جماح الجهلاء والموتورين من الساسة وأصحاب المصالح الخاصة. وقد أصبحت الديمقراطية نظاما سياسيا عالميا. وكغيرها من النظم، تم اختراقها والقفز فوق مبادئها وتفريغها من مضمونها. فباسمها قامت العديد من الثورات الطائشة والأنظمة الوحشية. في المقابل، كان هنالك نوع من المبالغة في تفعيل النظرية، أو ما يعرف بـ «بالبطر السياسي»، وهو ترك الحبل الديمقراطي على غاربه، مما يفضي إلى هزل سياسي مفرط. وهذا ما يفسّر وصول شخص من أمثال ليبرمان إلى منصب رفيع في إسرائيل. لقد حدث ذلك نتيجة حاجة سياسية، ولملء فراغ برلماني ناتج عن مبالغة في تفعيل النظرية الديمقراطية. الرجل لن يكون حالة شاذة في المنطقة، إلا أنه سيبقى علامة فارقة في التاريخ السياسي في إسرائيل.

ياسر نوافله (محام) ـ الأردن [email protected]