تاريخ مغلف بالزيف

TT

> تعقيبا على مقال خالد القشطيني «يأكلون أولادهم»، المنشور بتاريخ 7 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن المأمول من العرب أن ينظروا إلى التاريخ متجردين من العواطف والحماس، لكي يستخلصوا منه دروسا نافعة للمستقبل، عوضا عن إنكار حقائق الماضي وتغليفها بألوان زائفة. ولنا في ماضي العراق القريب عبرة، فلو أن الناس نظروا إلى أعمال السحل والقتل التي وقعت في عامي 1958/59 بموضوعية وواقعية، لما تكررت أعمال العنف بعد 1968 وبعد 2003. لكن مقولات «عفا الله عما سلف» و«تلك ممارسات بسيطة قام بها البعض» و «الذنب على الأجنبي» و«الظروف الراهنة صعبة»... إلى ما هنالك من معزوفات معهودة في الإنكار والتملص، كلها قادت إلى تفاقم هذه الممارسات في مجتمع لا يشجع معظم مثقفيه على الإصلاح الاجتماعي، لتعودهم على رجاء الخلاص من خلال تغيير سياسي لا يخططون له. لم يحدث تغيير سياسي كبير في العراق، أو يتم التوصل إلى نتيجة إيجابية خلال قرن من الزمن. إن الذين لا يستفيدون من دروس التاريخ يكررون دوما الأخطاء السابقة عينها، ويصعب عليهم النهوض من الكبوات.

حسين الركابي ـ أستراليا [email protected]