حماس وما فعلت

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «إبعاد دمشق لمشعل خطوة جيدة»، المنشور بتاريخ 6 مايو (أيار) الحالي، أقول: لو كانت قيادة حماس، وعلى رأسها خالد مشعل، حريصة على العمل مع القيادة الفلسطينية الشرعية، ومن ورائها الغالبية العظمى من العرب والخيرين في العالم، بصدق وإخلاص ووضوح، كما هي حريصة الآن على أن تتفهم القيادة الأميركية الجديدة مواقفها والتحدث إليها مباشرة، ولو تناغمت مواقف حماس مع مواقف فتح لصياغة استراتيجية فلسطينية موحدة، ولو حرصت حماس على عدم شق وحدة الصف الفلسطيني ومن ورائه الصف العربي، من خلال الانقلاب على الشرعية الفلسطينية والانفراد بالسلطة في غزة، ولو لم تصبح حماس رأس حربة للنفوذ الإيراني في فلسطين، وتنزهت عن الانغماس في مشروع إيران التوسعي في المنطقة العربية، واتكلت بدلا من ذلك على من حملوا القضية الفلسطينية على أكتافهم على مدى عقود من الزمن، ودفعوا دماء طاهرة عزيزة وأموالا وفيرة لم تكن فائضة، وتحملوا كل أنواع الضغوط والمحن من أجلها، لو فعلت قيادة حماس هذا أو بعضه على الأقل، لما تردد عربي واحد في الدفاع عنها ضد أي تضييق أو إبعاد أو أي إساءة تلحق بها. لكن قيادة حماس آثرت خيار السلطة وشق الصفوف، فأضعفت بذلك القضية ومن والاها، وبعثرت جهودا وتضحيات كبيرة.

د. يحيى الزباري ـ هولندا [email protected]