المبادرة العربية ومخاوف الآخرين

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «لا لتعديل المبادرة»، المنشور بتاريخ 9 مايو (أيار) الحالي، أتساءل عن ضمانات استمرار موافقة عرب اليوم على المبادرة العربية. أنا على قناعة بأن دول «الصمود والتصدي» ـ عبر جهاد الفضائيات ـ سوف تتنصل من تلك المبادرة، عندما يحين استحقاق التنفيذ، لأن حل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، يعني قطع أرزاق الكثيرين من أهل السلطة في المنطقة العربية. إن استحقاق السلام معناه فتح صفحة جديدة بين الحاكم وشعبه، حيث يستوجب الأمر تحقيق الرفاهية والرخاء للشعوب العربية، وهو ما يعد أصعب بكثير من تخدير الشعوب بقضايا وهمية ومحاربة طواحين الهواء. فالمقاومة والجهاد وبقية مفردات القاموس المستهلك، أسهل بكثير من رفع مستوى المعيشة للمواطنين. لهذا كله، أعتقد أن القضايا المعلقة لن تحل بالمبادرة العربية لا قبل التعديل ولا بعده، إن جرى تعديلها فعلا. وأن حل المشكلات القائمة لا يتم إلا بتغيير الفكر السائد، والقبول بفكرة السلام نفسه، والتخلي عن الدعوة إلى الحرب وإهدار المال العام. د. ماهر حبيب ـ كندا [email protected]