مشروع إسلامي بلا فائدة

TT

> تعقيبا على خبر «الصومال: 255 قتيلا وجريحا في اشتباكات بين قوات الحكومة و(الشباب)»، المنشور بتاريخ 11 مايو (أيار) الحالي، أقول: إن هذا هو نتاج شعار رفعه أنصار «الإسلام هو الحل». هل حُلّت مشكلات الصومال بتطبيق الشريعة؟ وهل حُلّت مشكلات البلاد برحيل الرجل القوي الرئيس يوسف عن السلطة؟ وهل أنهى رحيل الإثيوبيين، كما كانوا يطالبون، الصراع في مقديشو، وأنهى تعطش المتصارعين للدم؟ وهل جلب وصول «الجهاديين» إلى الحكم الرفاهية للصوماليين؟ ثم لماذا انقسم المنتسبون إلى الفكر التكفيري على أنفسهم بعد أن أصبحت الأمور بأيديهم؟ لماذا يتناحر من يدّعون أنهم إسلاميون وأصحاب مشروع تنويري ويتقاتلون؟ كيف يستطيع أصحاب المشروع «الجهادي» هذا، سواء في الحكم أو في المعارضة، إقناع الشعب بأنهم إسلاميون أصلا؟ لماذا يحمل أصحاب هذه المدارس «الجهادية» في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال والجزائر النهج الدموي نفسه؟ ولماذا يُفشِل أصحاب النهج نفسه في السودان وجنوب لبنان وغزة والكويت كل مشروع وطني، ولا يتقدمون بأي أفكار عملية؟ أبناء هذه المدارس والأحزاب الدينية، لا يقدمون غير الشعارات الراديكالية والفقاعات الإعلامية. بصراحة، بعد أن رأينا ما حصل ويحصل في الصومال، أقول: إن المشروع الإسلامي فشل في أول اختبار له، ولم يعد له أي فائدة على الإطلاق.

علي سليمان الجبرتي [email protected]