دمشق بانتظار كلمة واشنطن

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «أوباما.. الكنز في سورية»، المنشور بتاريخ 16 مايو (أيار) الحالي، أقول إنني أتمنى فعلا أن يتم اختراق على المسار السوري ـ الإسرائيلي في عملية السلام في الشرق الأوسط، غير أن ثمة ما يحول دون تفاؤلي بذلك، على الرغم من أن الطرفين السوري والإسرائيلي يظهران اهتماما بمثل هذا الاختراق، ووضع نهاية لهذا الملف.

ولا يعود السبب إلى معضلة مستوطنات الجولان، أو للخلاف حول علامات الحدود عند بحيرة طبرية، ولا حتى للضمانات الأمنية المتبادلة؛ فكل هذه الأمور تم إنجاز سوادها الأعظم في وديعة رابين، بل يعود عدم تفاؤلي إلى غياب إرادة حقيقية لدى الطرفين؛ فإسرائيل لن تعيد الجولان إلى سورية من دون تخلي الأخيرة عن علاقتها بإيران، وتوقف دعمها لحزب الله والفصائل الفلسطينية المعارضة، وسورية من جانبها، لا تبدو مستعدة لدفع ثمن كهذا، وهى ليست متعجلة لاستعادة جولانها، ربما لأن جزءا كبيرا من تماسك النظام السوري نفسه، الذي يقوده حزب البعث، يستند في دعايته على مواجهة إسرائيل وليس عقد صلح معها، مما يعنى تصدع مواقف النظام في حال تخليه عن ذلك. وسورية تستخدم ملف الجولان لرفع العزلة الدولية عنها، ونيل رضا واشنطن، وبالتالي لم تعط للوساطة التركية سوى هامش حركة ضئيل، وكلاهما ينتظر حوارا مباشرا مع أميركا، وهو هدف حركة دمشق لاستعادة الجولان. صلاح صابر ـ مصر [email protected]