هل يستحق النميري هذا الحزن؟

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «ساعة التخرج»، المنشور بتاريخ 2 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إن الكاتب كان صادقا في كل ما كتبه. فالنميري ظن فعلا أن بقاءه في الحكم أبدي. وضع صوره على العملات وعلّقها على جدران الوزارات والمدارس والمؤسسات. وبدأت عشرات الأناشيد الوطنية تمجد اسمه وتتغنى بثورته، بينما المجاعات تفتك بالناس في كل مكان، وطوابير الباحثين عن بنزين تمتد مسافة كيلومترات، وكذلك طوابير الناس أمام الأفران بانتظار الرغيف، عدا انقطاع الكهرباء وانتشار الأزمات. في خطابه الأخير، لم يتردد النميري في التهكم على شعبه، الذي يريد أن يشرب شايا بعد الظهر مع الكيك أو البسكويت، على حد قوله، ومطالبته له بالتقشف. بعد 16 عاما من حكمه طالب نميري الناس بربط الأحزمة، بينما كان يضع على رأسه في أثناء إلقائه خطابه ذاك، عمامة فاخرة من صنع سويسرا، وقد وضع العديد من الخواتم الفضية في أصابع يديه. الغريب والمحزن حقيقة، هو أن الكثير من السودانيون شقوا الجيوب ولطموا الخدود في جنازة نميري كما لو كان قائدا عظيما صنع سودان أشبه بسنغافورة.

حاتم زين العابدين ـ السودان [email protected]