الفن ارتباطا بالثقافة والأحاسيس

TT

> تعقيبا على مقال أنيس منصور «سألتهم فقالوا: لا.. !»، المنشور بتاريخ 3 يونيو (حزيران) الحالي، أقول إن الفن الراقي بأنواعه لا يفهم إلا بالنضج الثقافي وتمرين الحواس على استيعابه والتعامل معه. أما النوع الآخر من الأعمال الفنية ذات الطابع الصاخب، فهي محركات فورية للمشاعر والعواطف، تعمل بسرعة وينتهي أثرها بالسرعة نفسها، وهي موجهة في الأصل نحو قشور العاطفة وغلاف الأحاسيس، تبدأ عندها وتنتهي فيها. كان لنا أصدقاء وزملاء دراسة لا يطيقون سماع أم كلثوم، حتى لو غنت (الصب تخدعه عيونه) ويمقتون عبد الوهاب حتى لو ترنم برائعة (يا ناعما رقدت جفونه)، أما اليوم فقد تبدل الوضع عندهم وأصبحوا من عشاق الفن الأصيل ومن «السميعة» لصالح عبد الحي وسلامة حجازي وعبده الحامولي وغيرهم. فالعلاقة بين الفن الأصيل والفهم السليم هي علاقة طردية، ارتفاعا وهبوطا، إلى جانب ما يتميز به أناس عن غيرهم من رهافة الإحساس ورقة المشاعر، التي تجعلهم أكثر تذوقا لهذا الجانب الناعم من الحياة، وأكثر مقدرة على الفصل بين الغث والسمين. المحامي ياسر نوافله ـ الأردن [email protected]