تنازل كويتي عراقي متبادل

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «العراق.. مرحلة ما تحت السجّاد»، المنشور بتاريخ 4 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: إنني لست من «دراويش» الديمقراطية الأميركية في العراق، ولا من أنصار الحكومة الطائفية التي تحكم هذا البلد، كما أنني لم أكن من «دراويش» صدام حسين أيضا، وأدنت دائما حكمه الاستبدادي ومغامراته وإهداره لموارد العراق وكبته للحريات، كما أدين القادمين على ظهور الدبابات الأميركية بعباءات إيرانية لكي يحكموا بلدا مركزيا ويحولوه إلى أطلال وطوائف. لكن فيما يتعلق بالخلاف الكويتي العراقي فأنا أعتقد أن الطرفين في حاجة إلى إعمال العقل والنظر للمستقبل أكثر من النظر إلى الماضي، فشعب العراق يستحق بعد كل ما عاناه أن يتنازل إخوانه في الكويت عما يرونه تعويضات عن غزو صدام لبلادهم، وأن يتحرر الكويتيون من جانبهم من عقد الماضي الثأرية. وعلى حكومة العراق وقواه السياسية أن تثبت لشعب الكويت أن العراق شقيق وجار يحترم سيادة جارته، وأن يبعثوا للكويت برسائل تطمئنها بدلا من إخافتها. الأمر برأيي يحتاج إلى حوار ووساطة من العرب الصادقين الحريصين على البلدين العربيين، لكن هذا يتطلب أولا أن يكف حكام العراق عن مهاجمة من بيده القدرة على القيام بتلك الوساطة.

صلاح صابر ـ مصر [email protected]