.. وسياسة تعبث باللغة

TT

> تعقيبا على خبر «خبراء من 9 دول يناقشون في تونس أسباب تدني اللغة العربية»، المنشور بتاريخ 11 يونيو (حزيران) الحالي، أقول إن من يقول بأن سبب فقدان اللغة لمكانتها في العالم العربي، هو بفعل التطور السياسي والاقتصادي، يبرر تغلغل اللغات أو اللهجات الهجينة في المجتمع، وبالتالي، فإن ما نسمعه اليوم في الشارع وفي وسائل الإعلام وفي اللوحات الإشهارية المكتوبة والمسموعة، ليس عربيا ولا فرنسيا ولا انجليزيا، بل هو خليط من هنا وهناك، لا يكتب ولا يقرأ ولا يمكن تدريسه، ولا يخضع لأي قاعدة لغوية أو نحوية. إن دمج اللغة وربطها بالسياسة يشكل أكبر عائق فتك باللغة العربية. شخصيا لا أرى سببا واحدا يجعل المؤسسة التربوية، وهي التي تبني المجتمع وتؤسس مكوناته اللغوية والفكرية والثقافية، تنصاع للشروط السياسية لكل دولة. إن أهم ركيزة لكل أمة هي لغتها، فهي مبعث عزتها بعد العقيدة. لذلك نرى النادي الفرانكفوني يعزز مكانته في العالم وفي فرنسا بكل الأساليب. وكذلك انجلترا التي تؤكد عامل اللغة الأم. إن توحيد المفاهيم ووسائل العمل بسيط للغاية، يكفي أن يكون صاحب القرار واعيا ومدركا لأهمية اللغة، حتى يتخذ القرار الصائب.

سامي بلحاج - تونس [email protected]