الكراهية ثقافة أيضا

TT

> بوسعي القول إن ما كتبه عبد الرحمن الراشد في مقاله «جريمة في المتحف اليهودي»، المنشور بتاريخ 13 يونيو (حزيران) الحالي، هو أهم ما تسنى لي قراءته له. يرى الكاتب في جريمة المتحف اليهودي «مجرد دليل آخر على أن الكراهية ليست فقرا أو أمية، أو كبتا سياسيا أو ديانة، بل ثقافة، وثقافة فقط». الإنسان مخلوق حر، له أن يحب من يريد أو يكره من يريد أيضا. إنه حر فعلا، لكن للحرية حدود وقوانين، وهي تخضع بالتالي لقيود وأصول تحدد بكل صرامة تأثير حريته في غيره. في أوروبا وألمانيا تطبق تلك القواعد والقوانين، ومنها عدم الجواز لحامل الكراهية الترويج والدعاية لكراهيته بأي أسلوب كان، وبالطبع لا يجوز استعمال العنف أو السلاح. الثري والفقير، الأمي والمثقف، والكابت في السياسة وفي الديانة، كلهم بشر، وهم أحرار في ما يحبون وفي من يكرهون. لكن دلائل هذه المفردات، ونظرة سريعة في الثقافة بمعناها الصحيح، تقودنا إلى معرفة أن الثري والدكتور قد «تثقف» على أسس من الكراهية، وأن كل فكرة تصدر عن أي منهما تعكس قدرا من تلك الثقافة.

مهدي عباس ـ هامبورغ ـ ألمانيا [email protected]