ثورة شاخت سريعا

TT

> تعقيبا على مقال أمير طاهري «إيران والصراع حول السلطة الاقتصادية»، المنشور بتاريخ 21 أغسطس (آب) الحالي، أقول إن أسباب الوضع المتفجر في إيران لا تنحصر في العامل الاقتصادي وحده، رغم أهمية ذالك، بل وفي تململ الشارع الإيراني أيضا، الذي جاء كنتيجة حتمية لوقوع الإيرانيين تحت حكم أيديولوجية جامدة ومتشددة. فثوار الأمس، يملكون اليوم ما يميزهم عن غيرهم من أفراد المجتمع، ناهيك عن النفوذ والسلطة، وهذا ما أدى إلى وجود فجوة كبيرة بين الشعب وحكامه. إن الثورات المحكومة للأيديولوجيا، تمر عادة، بمراحل عمرية، تماما كالإنسان. وبما أننا نعيش في عصر سريع، فقد كبرت الثورة الإيرانية بقدر ما كبر العالم الشيوعي أواخر الثمانينات من القرن الماضي. إن انفتاح العالم على بعضه ونزوع البشرية إلى السلام، الذي تمثل في فوز أوباما بالرئاسة في أميركا مثلا، جعل الثورة الإيرانية في تنازع من أجل البقاء حتى لو كان الثمن افتراس ثوارها أنفسهم.

شامل الأعظمي - لوكسمبورغ [email protected]