الأيديولوجية كطبخة مستعجلة

TT

> تعقيباً على مقال سمير عطا الله «ماركس في لبنان»، المنشور بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول إن ثمة مسافة بين صيرورة الفكرة، أو النظرية الفكرية (الأيديولوجية) نظاما عاما للدولة ذا غايات اقتصادية واجتماعية، وبين تحقيق تلك الغايات على ارض الواقع، تجعل الفكر قاصرا عقيما تماما كالطبخة المستعجلة التي ليس وراءها غير عسر الهضم، أو الطبخة المتروكة على النار حتى الاحتراق، الذي يبقيها أثرا بعد عين. تلك المسافة يشغلها مزاج الإنسان ورغباته، وما لا يرغبه من تفاصيل مفردات حياته المختلفة. إن الأيديولوجية الشمولية، مثل قطعة ملابس جاهزة، لا تكون دائما وفق المقاسات المطلوبة، أو بالجودة النوعية المبتغاة، أو ذوق المستهلك. الأيديولوجيات، كأصنام معبودة، سقطت وتحطمت، وان بقيت آثارها تدل عليها كتماثيل في المتاحف أو كتب نائمة على رفوف المكتبات. زيدان خلف محيي اللامي ـ لوكسمبورغ [email protected]