دستور استعماري عظيم

TT

* تعقيبا على مقال محمد العربي المساري «الوجهان المتناقضان للفترة الاستعمارية»، المنشور بتاريخ 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول إن بريطانيا استعمرت أميركا وقسمتها إلى 13 مستعمرة (قبل أن تصبح 50 ولاية). وفعلت الأمر نفسه في الهند والصين، وفي العديد من البلدان الأخرى، من بينها بلدان عربية. كل البلاد غير العربية احتفظت بعلاقات جيدة، قوامها الاحترام المتبادل مع بريطانيا، لأنها لم تنه علاقاتها الثقافية بعد أن أنهت استعمارها لتلك البلاد. الشعوب العربية واجهت ذلك بوعي مماثل، فهي في الوقت الذي عاد فيه الاستعمار، كانت تبعث بأبنائها من المحظوظين القلائل، لينهلوا العلم والمعرفة من جامعات انجلترا وفرنسا ويحتكون بالحداثة هناك. لكن عندما جاء بعض الحكام المتلفعين بالعباءة الوطنية، حجبوا العلاقات بشعارات صاخبة. وقد فعلوا ذلك لإخفاء الدستور الذي تركه لنا الاستعمار خلفه. وهكذا تمايزت الهند التي لم تتخل عن الدستور عن بلادنا وصارت دولة عظيمة، وأكبر نظام ديمقراطي في العالم، بالطبع بفضل دستور استعماري.

نبيل محمود هنية - الولايات المتحدة [email protected]