أبعد من المناورة وأخطر

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل قفزت إيران إلى المجهول؟»، المنشور بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول إنه ليس من الحكمة اعتبار المشروع النووي الإيراني مشروعا سلميا، لأن إيران ببساطة لا تحتاج بسبب ثروتها الضخمة من عائدات البترول، إلى طاقة نووية كمصدر للطاقة، بل إن هذا المشروع خطوة للاستيلاء على منطقة الشرق الأوسط بأكملها. فقد نجحت طهران في تدمير العراق كدولة، واستطاعت تحويله إلى مجرد مقاطعة إيرانية تفعل بها ما تشاء. وبذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد. فقد قضت على عدوها اللدود، وفى الوقت نفسه أفشلت المشروع الأميركي في العراق، وباتت تحتاج للسلاح النووي لتصبح الآمر الناهي في المنطقة. أما مرونة الرئيس أوباما في التعاطي مع المشروع النووي الإيراني، فتنطوي على خطورة شديدة، ليس للمنطقة وحدها بل للعالم أجمع. فالعارفون ببواطن الأمور في بلادنا يعلمون جيدا أن إيران تكسب الوقت إلى أن تضع العالم أمام الأمر الواقع، وعندها سيكون أمامه حلان أحلاهما مر: تدمير المنطقة كلها أو القبول بالواقع والاستسلام لإيران.

د.ماهر حبيب ـ كندا [email protected]