في فن التفاوض

TT

* تعقيبا على مقال محمد النغيمش «سمات المفاوض العربي الناجح»، المنشور بتاريخ 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول إنني غير متخصص في علم الإدارة، لذا لا يمكنني الخوض في نقاش علمي حول هذا الموضوع. إلا أن متابعتي للموضوع بشكل عام كشفت لي عن ضرورة التحكم في المدة الزمنية للتفاوض. فإتمام التفاوض يجب أن يكون في فترة زمنية يمكن التحكم فيها، فلا نجعل الطرف الآخر يفاوض بسياسة الوقت المفتوح، عندما يكون عامل الوقت في صالحه. ومن الذكاء أيضا، دخول التفاوض باستراتيجيات مختلفة، تتبدل تبعا لموقف الطرف الآخر، بحيث لا يصل التفاوض أبدا إلى طريق مسدود، ونظل ندور في دائرة مغلقة تضيع الوقت والحقوق، لأننا نستخدم في كل مرة الاستراتيجية نفسها ونصطدم بالجدار نفسه. إن وجود استراتيجيات مختلفة لا تهدر الحقوق الأساسية، وتكرار رفضها في كل مرة من الطرف الآخر، يجعله في مرحلة ما إما مضطرا لقبول الحلول أو محرجا أمام الرأي العام. وأخيرا فإن من شأن وجود قوة أو عقاب رادع يخافه الطرف الآخر، أن يجعله مضطرا هو الآخر للجلوس إلى مائدة التفاوض ويسعى إليه. فالسعي للتفاوض من طرف واحد ذل لا يجلب حقا.

عبد الخالق الشناوي إسماعيل [email protected]