* تعقيبا على مقال أنيس منصور «ولكنهم يكذبون!» المنشور بتاريخ 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: إن هذا المقال صورة مغرية من صور النزعة المازوشية المتمثلة في التلذذ بتعذيب المرء لنفسه بالإبقاء على الأحلام الحلوة والأوهام الضائعة. وتتولد الكارثة الكبرى عند اقتران المازوشية بالسادية في الشاعر الواحد ذاته، فتملأه لذة عارمة من عذاب نفسه ومن عذاب غيره. قد تكون النرجسية وراء هذا النوع من قرض الشعر، فيكون الغرض من الأبيات الرائعة والقصائد البديعة هو لفت الانتباه إلى ذاته وزرع العشق في قلب امرأة ساذجة. فيختلق ويفتعل عشقا غير موجود على الإطلاق، علما بأن أروع القصائد قد تكون مجرد مكائد لا غير. أما المتلقي فإنه يتذوق شعرا مكتوبا بمداد من الذهب. بابكر جوب ـ السنغال [email protected]