خيارات تنطوي على مجازفة

TT

* تعقيبا على مقال فؤاد مطر «كوارث وفواجع عدم التوقع.. من عبد الناصر إلى أوباما»، المنشور بتاريخ 9 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إنه قانون الاحتمالات، حيث كل شيء ممكن، وكل شيء مفترض الحدوث. لكن الغريب في الأمر هو أن يعمد زعيم أو قائد سياسي إلى تهميش الخيارات السلبية، والإبقاء على الإيجابية فقط، ربما اعتقادا بظنية تحققها. ألا يحق تسمية ذلك بالارتجال السياسي، الذي هو سمة ظاهرة في البلاد النامية، حيث يتفرد شخص بقرار، قد تكون عواقبه وبالا على الملايين من أبناء شعبه؟! والتفرد هنا يتضمن دوائره الضيقة والمحيطة به. وبطبيعة الحال، ليس الأمر ببعيد عن الدول المتقدمة، غير أن أخطاء مسؤوليها لا تحمل عنصر المجازفة بشعوبهم وبلادهم، كما هو حال الدول المتخلفة حضاريا. وها نحن نعايش ما يفعله الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ونرى كيف يدير ملفه النووي مع الغرب بالشد تارة وإرخاء الحبل تارة أخرى، كاشفا عن عدم جدية في السير عبر الطريق الآمن، أي عبر طاولة المفاوضات، بل يخرج الحرس الثوري بين حين وآخر يستعرض عضلاته الصاروخية وقدراته التدميرية، تاركا علامات استفهام على كفاءته التقنية. هنا قد يقع سوء التوقع وتقدير مجريات الأمور وعدم سبر أغوارها، حين يغامرون بحياة شعبهم ويفتحون عليه نوافذ جهنمية يبقى أثرها طويلا.

أحمد القثامي [email protected]